إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
تفاسير سور من القرآن
87359 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى

...............................................................................


وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ الغمام هو السحاب، وهو وعاء الماء. قالوا: وهو سحاب أبيض رقيق يظللهم الله به، ويقيهم حر الشمس. وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى أكثر المفسرين على أن الْمَنَّ هو الطرنجبين. والطرنجبين شيء يشبه العسل الأبيض ينزل كنزول الندى والثلج، ثم يجتمع كثيرا. لونه أبيض وطعمه طعم العسل؛ فهو عسل أبيض، أو شيء يشبه العسل الأبيض، بالغ في الحلاوة واللذاذة.
وقال بعض العلماء: الْمَنَّ أعم من هذا، واستدلوا بحديث الصحيحين الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين وفي بعض رواياته: من المن الذي أنزل على موسى جاءت في بعض روايات الحديث.
فبعض العلماء يقول: الظاهر أن الْمَنَّ كان أعم من الطرنجبين. وأكثر علماء التفسير يقولون: هو الطرنجبين. والحديث على نوع التشبيه، وظاهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الكمأة من ذلك المن الذي أنزل إليهم.
وقوله: وَالسَّلْوَى التحقيق أن المراد بالسلوى طائر، وعليه جماعة المفسرين. قال بعض العلماء: هو طائر يشبه السمانى. وقال بعض العلماء: هو السمانى بعينه، وهو طائر. فالطرنجبين شبه الشراب والفاكهة، والسمانى لحم طير لذيذ، فهو أكل ذو غذاء عظيم لذيذ.
أما تفسير وَالسَّلْوَى بالعسل؛ فقوم زعموا أن العرب لا تطلق وَالسَّلْوَى على العسل، والتحقيق خلاف هذا، وأن إطلاق وَالسَّلْوَى على العسل إطلاق صحيح معروف في كلام العرب، إلا أنه صحيح في العربية وليس صحيحا في التفسير؛ فإن المراد بالسلوى في الآية ليس العسل، وإن كانت وَالسَّلْوَى تطلق على العسل إطلاقا صحيحا معروفا.
ومنه قول الهذلي
وقاسمتها باللـه جهــدا لأنتــم
ألذ من السلـوى إذا مـا نشورهــا
والسلوى العسل، ونشورها نستخرجها، والشور استخراج العسل خاصة. هذا معنى قوله: وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى .

line-bottom